الخميس، 27 مايو 2010

ترنيمة للحزن





(1)

لِلْمُحَارِبِ القَدِيْمِ أَنْ يَنَامَ
مُطْمِئَنًا
أَنْ يَحْضنَ الخُيْولَ
والكَلامَ
وَالجِيَاعْ
لِلْمُحَارِبِ القَدِيْمِ
أَنْ يُقَبِّلَ الرِّيَاحَ
قُبْلَةَ
الوَدَاعْ

(2)

لِمَنْ تَرَكْتَ المُرُوجَ
الخُضْرَ وَاسِعَةً
وَضَيَّقَتْ
وَحَشَةُ الأَكْوانِ
أَضَلاعَكْ
وَخُضْتَ
مَا خَاضَتِ النِّيْرَانُ
مُبْتَرِدًا وَعُدْتَ تَنْفُضُ عَنْ مَعْنَاكَ
أَصْقَاعَكْ !!
أَضْغَاثَ حُلْمٍ
تَرَاءَتْ حَيْنَ مَوْسِمِهَا
فَبتَّ تَقْطِفُ
فِي رُؤْيَاكَ
أَضْلاعَكْ
الحُزْنُ لا
يَشْتَرِي خُبْزًا يُحَاصِرُنَا
خُذْنِي لًنِعْرِفَ
فِي مَعْنَاهُ مَنْ بَاعَكْ !!

(3)

لَمْ أَرَهُ جَيِّدًا لَمْ أَكُنْ مَيِّتًا
لَمْ أَكُنْ شَاهِدًا
كَانَ يَنَتْظِرُ العَائِدَاتِ
مِنَ الشَّمْسِ
في شَجَرِ
المَغْفِرَة
...
كَانَ يَرْكُضُ فِي دَهْشَةِ
الجُرْحِ
تَقْسُو عَلَيْهِ المَعَابِدُ فِي سَاعَةِ البَوْحِ
لَمْ يَكُنْ فَارِغًا
لَمْ يَكُنْ حَيِّزًا
كَانْ حُلْمًا
تَنَاقَلَهُ
السَّادُةُ العَائِدُونَ
مِنَ الرِّيْحِ
قِي مِعْطَفِ المِلْحِ ..
..
كَانَ أكثرَ
مِمَّا يَجِبْ

(4)

لا تَضْرِبِ الجُرْحَ أَوْتَارًا تُمَزِّقُنِي
وَأنْتَ أَعْلَمُ بَالأَرْوَاحِ
وَالبَدَنِ
لا أَمْلِكُ اليَوْمَ مَا فَارَقْتُ
مِنْ زَمَنْي
بِمَا مَلَلْتُ مِنَ الأَشْيَاءِ
وَالزَّمَنِ
فَلتَكْتِمِ الشَّوْقَ
فَي أَدْغَالِ غُرْبَتِنَا
يَكْفَيْكَ مَا ضَيَّعَتْ
تَغْرِيْبَةُ المُدُنِ
....

ليست هناك تعليقات: