تلكَ المساحةُ التي تمنحينَها من الضوءِ
لا تتسَني لِوَلِيٍّ بعدِي
وما بينَ جنبَيْكِ
ليس إلا صهيلَ الفضةٍ
ليسَ حريقَ الشهوةِ ..
...بل شهوةَ الحريقِ
البونُ أوسعُ مايكونُ
هل منْ العارِ أن أصيرَ ملاكًا
لو ساعةً
مالي وبنِو جلدتِي
والجنوبُ
الظامئُ
في مسافتنَا
وحرقتِنا
ما ظنُّهمْ برجلٍ نامَ
وبينَ يديْهِ
قمر رخامٍ
وأيقونةٌ
للماءِ
وقربةُ الحزنِ داليةٌ
وأنتِ
داليةُ
والعروقُ عطاشٌ
والحرُّ عربَيٌّ
حتَّى الشاطئِ الأطلسِيِّ ...
يا وجهِي
يا أيها الساكنُ المستحيلَ
والساكنُ المستحيلُ
لم تتبدلْ كثيرًا
منذ أولِ دهشةٍ
في المرايَا
ولا أنتَ تبدلتِ...
فما كلّ هذَا العناءِ
والوقتُ الذِي قُدَّ مِنْ وَقْتٍ
ومن هباءِ
البحرُ في قصيدتِي
وأنا في بحْرِها
والمدى أشرعةٌ
والريحُ
جنونُ
فتمسّكْ بذراعي
أيها البحرُ
فلنا في صَدْرِهَا
نخيلٌ
كثيرٌ
وحنينُ
وأنتَ
فلتحملينَا
خفافَا
إلى الموجِ
حيث يتنفسُ الماءُ
فنتنشَقَهُ
عرقَا
وأديمَا
ما الشعرُ إنْ لَمْ يحطّ اليمامُ
على راحتي
والسكونُ
والهوى المجنونُ
لينخلعَ القلبُ
يا سيدتِي
على مهلِه
في العراءِ
فالشتاءُ بعيدٌ
وإبريلُ عادَ
بروائحِ
الإشتهاءِ
والخمرِ الأنثوِي
ولم تكونِي
معِي
أعددت الليلَ كَمَا تشتهينَ
وخبزتُ عجينَ الكلامِ
في نارَ قلبِي
وطرزتُ بالوردِ
غيبي
وأمهلتُ شيبي
وأنتظرتُ
إلى آخرِ ظبيٍّ وأخرِ غزالةِ في المدى النييءِ
من دونِ عينيكَ اللافحتينِ
فماذا جَني البينُ !!
ماذا جنى البينُ !!
...
أيتها الأرضُ
يا أيتها الأمُّ النائمةُ
عن وجع المسافةِ
ومنْ بنيها
يسخرُ البونُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق